معسكر رشيد

كنا في أجازة العام الأول من المرحلة الثانوية وكان لنا معسكر ترفيهي في مدينة رشيد ولمدة أسبوع وهيا مدينة ساحلية جميلة تمتاز بالطراز الأسلامي القديم تراة في كل المنازل القديمة التي ترجع الي فترة الحملة الفرنسية أيام عمنا مينو وخالتنا زبيدة وعلي فكرة عرفنا أن زبيدة كانت موزة جامدة وكانت مربربرة متغذية صح وعمنا مينو كان متعود علي الستات المعصعصين فلما رأي اللحمة البلدي أقلع الجذمة وطلع يجري ورا خالتنا زبيدة
وأعتقد أن كتب التاريخ ذكرت أن أهل زبيدة ماصدقوا لأن كل اللي كان عاوزين يخطبوها منتظريين جواب القوي العاملة ومقدميين في مشروع مبارك للأسكان
كان المعسكر عبارة عن مدرسة قديمة وأماكن المبيت ماهي الا فصول المدرسة حيث كانت تفرش السراير والتي كان من الفضل المبيت علي الأرض بدلا منها
كان معنا شخصيتين مهمين نتيجة تاريخهم الحافل وهما زاهر وأبو السعود نري فيهما النموذج والقدوة في الصياعة وفخرا لنا أن نتمشي بجوارهم وعندما نريدهم نعلم أنهم في الحمامات حيث تبادل الأفكار والحوارات أثناء شرب السجاير كيلوباترا المحشية تبن
في أول يوم تم تجميعنا وتقسيمنا الي مجموعات وأختيار الشخص المناسب لكل وظيفة فعندما سأل مدير المعسكر من يمتلك الصوت الجميل ليكون المؤذن بلا تردد قلت زاهر يافندم صوتة كروان والناس في البلد بتسيب كل الجوامع وتقف علي باب الجامع بتاعة عشان يسمعوة والستات في البلكونات والدموع في عينيهم ولسانهم مابيقولش غير اللة وأكبر
أما الأمام مافيش غير أبو السعود حلاوة صوتة زي عبد الباسط وحافظ القران كلة
فوافق مدير المعسكر من هنا ولقيت الأتنين بيجروا ورايا لأنهم ماشافوش المسجد الا من برة عشان جنب الكشك اللي بيبيع السجاير
عندما جاء وقت الصلاة بحث المدير عن زاهر وأبو السعود فتسأل أين الشيوخ عشان الصلاة فقلت أن أعرف مكانهم لابد انهم في مكان ما يختمون القران
فذهبت الي الحمامات فوجد الأثنين يدخنان السجائر فاندهشت الصلاة يا شيوخ المدير حايطلع العفاريت عليكم
فقال زاهر قولة بيصلوا في البلد وراجعين تاني ولا أقولك أقعد وخد سيجارة
فبلا تردد قولتلة حاضر يامعلم
كانت نوبة النوم الساعة التاسعة وممنوع التواجد خارج الفصول وكان يحدث تفتيش فكنا نضع المخدات ونغطيها بالملايات حتي يظنوا أننا في سبات عميق في حين أننا نتسامر علي المقهي المجاور ونلعب الطاولة علي المشاريب
وفي ليلة كان هناك فرح كبير بجوار المدرسة والشائعات صارت بين الطلبة عن راقصة سبحان اللة من الجمال والدلال وكانت النتيجة أن أكثر من مائة طالب خارج المعسكر والكل أستخدم حيلة المخدات والهروب من خلال السور حتي أن الفرح أمتليء بطلاب المعسكر مائة فرد لدرجة أن أبو العروسة قال مين دول هوا العريس مصاحب كل العيال دي ياخراب بيتي
أثناء تواجدنا في الفرح والزحام الشديد ونظرات زملائنا للراقصة حيث شعرنا للحظة أن الراقصة حاتولع مرة واحدة من العالم الجعانة دي وكان فاضل شوية حايمصمصوها وياخدوا العطم معاهم
أثناء ذلك كان هناك مرور بالعنابر حيث أكتشف المدير عدم تواجد أي فرد في المعسكر والمعسكر علي بكرة أبية خالي
أخذ يبحث حتي وصل الي الفرح فوجد المعسكر كلة في الفرح والشيخ زاهر وأبو السعود بيشربوا حشيش مع أبو العريس
فصعد المدير علي المسرح ممسكا الميكرفون قائلا يالا ياجذم علي المدرسة عشان الشيوخ الجذم دول يصلوا بينا الفجر
فأجبت يا باشا بقولك أية ماناخد العريس والعروسة والرقاصة معانا ونكمل الفرح في المعسكر

No comments:

Post a Comment