Thursday 16 October 2014

ظاهرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ......... مقالة قديمة

مما لاشك فية أن الشخصية المصرية علي مر عصورها قد مرت بالكثير من الأحداث والتحولات السياسية من السطحية إلي مراحل إزدهار سياسي وأدبي وإقتصادي مثل العصر العثماني وماتلاة من عصر محمد علي باشا ونتيجة أنها منطقة جذب لكل التيارات الثقافية والسياسية والحضارية كل ذلك جعل من الشخصية المصرية القدرة علي الإنسجام بدون تغير في الملامح الأساسية من الشخصية المصرية .
فالبرغم من دخول المد الشيعي إلي مصر من خلال الفاطميين وإنشاء جامع الأزهر ليكون حصنها في مصر لكن لم يبقي من الفاطميين سوي أزهر وسطي ومرجعية عالمية لأهل السنة وكذلك العادات التي أصبحت جزء لايتجزء من الشخصية المصرية من عادات رمضان ومناسبات يعشقها المصريون وما يحل ضيفاْ عليهم .
منذ ثورة 25 يناير وما صاحبها من أحداث وتغييرات جعلت المصريين أمام فراغ سياسي لم يتعودة من قبل وإختبار حقيقي للقوي الثورية والسياسية للتطبيق الديمقراطية المعروفة لدي كل الدول الديمقراطية فبلاشك حدث صراع بين كل الفصائل والتيارات السياسية علي أساس أيدولوجي ومنهجي وفكري ينصب في النهاية للمصالح الشخصية أو التيارات وليس في مصلحة الوطن .
خلال عام ونصف ظهر فصيلان واضحيين المعالم والأيدلوجية والتبعية الفكرية ومن خلالهما كان كل معسكر بة جميع الطوائف التي تعتمد نفس القاعدة السياسية سواء مذهبية الدين أو مذهبية الفكر مما خلق حراك سياسي عنيف نجم عنة حالة من الصراخ السياسي وتشوش عند غالبية البسطاء وأعضاء حزب الكنبة وتعامل الكثير بعدم إهتمام بمصلحة الوطن من أجل خلق فكرة التنافر الديني بين أبناء الشعب الواحد .
المعسكر الأول شمل كل الليبراليين والإشتراكيين واليساريين ومناصري مدنية الدولة أما المعسكر الثاني فيضم التيارات الإسلامية من إخوان مسلمين لهم باع يقارب الثمانون عاماْ في السياسة والسلفيين ومازالوا في كثير من الأحيان في مرحلة المراهقة السياسية لهم كذلك الجماعات التائبة من الجماعات الجهادية وغيرها .
بلاشك قبل الثورة هنالك تاريخ طويل بين النظام السابق وتلك الجماعات الدينية وإن أختلف نوع الحوار من كل فصيل علي حسب تعامل النظام السابق وشعورة بالخوف منة وأكثر تلك الفصائل تضرراْ هم الجماعات الجهادية بلاشك وأكثرهم تعاون سياسي هم جماعة الإخوان أما السلفيين فكانوا لايتعاملون بالسياسة نهائياْ .
نتيجة حالة الإنفلات الأمني بعد الثورة وعدم وجود أمن ظهر كل من البلطجية وهذا سبب رعباْ للبسطاء ولكن ظهر خطر أكبر وهم من يطلقون علي أنفسهم جماعة الأمر بالمعروف بعد إستفتاء مارس وتطبيق الحد علي شخص نصراني في صعيد مصر جهراْ في وسط النهار بدون أي خوف من هيبة الدولة ولم يعلم أحد من كان هؤلاء ثم تكررت تلك الظاهرة في حالات فرادية لم تثر بلبلة بسبب الإنفلات الأمني وإرتباطها بظروف سياسية معينة حتي ما حدث في السويس من قتل طالب في الهندسة وذلك لتطبيق الحد علية لوقوفة مع خطيبتة وهذا سبب صدمة للمجتمع المصري الذي لم يتعود علي تلك الظاهرة مما خلق حراك سياسي شديد وإتهامات متبادلة بين كل الأطراف
هذة الهيئة كما يدعون ليست هيئة رسمية بل هي فصيل متشدد يريدون تطبيق أفكارهم بالقوة من خلال ترتيب معين وهم فصيل منظم ومترابط بشكل خلايا نشطة وساكنة ومايفعلونة ليس عشوائي بل يطلقون بالونات إختبار حتي يدرسوا رد فعل المجتمع المصري وكلما كان رد الفعل ضعيف إزداد الفعل قوة ووضوح حتي يتم برمجة البسطاء علي وجود تلك الهيئة في الشارع المصري وأنها أصبحت أمر واقع ولهم الطاعة .
إختلفت الآراء والإنطباعات حول تلك الظاهرة وتباينت ردود الفعل فهنالك أربع أطياف لهم صلة وثيقة بتلك الظاهرة كالآتي .
السلفيين: والسلفية في مصر لها كثير من الأشكال والمناهج والمرجعيات المختلفة وليس هناك توحد أو سيطرة فصيل علي كل الجماعات السلفية فنجد منهم المعتدل ونجد منهم المتشدد إلي أقصي درجة وهم مازالو في بداية تعلم السياسة فكان رد فعلهم الدفاع عن أنفسهم وإتهام بقايا الحزب الحاكم وأمن الدولة بتدبير كل ذلك لنشر الفوضي والرعب بين البسطاء وزيادة كرة البسطاء للتيارات الإسلامية كما صرح الشيخ ياسر البرهامي ونادر بكار عن حزب النور السلفي وجماعة أنصار السنة المحمدية ولكن هذا لايمنع أن هنالك فصيل عريض من السلفيين يريدون هذا والجهر علناْ بعدم إعترافهم بمدنية الدولة .
جماعات التكفير : تلك الجماعات الراديكالية لم تغيير أيدلوجيتها منذ التسعينات وبدأت في الظهور مرة آخري وتواجدهم وإنتشارهم اليوم في سيناء ومهاجمتهم للقوات الجيش وفكرة الإغتيالات لمن يخالفهم الرأي مازالت متواجدة معهم منذ التسعينات فالمجتمع بالنسبة لهم كافر ويجوز تطبيق الحد بدون نقاش معهم فلذلك لا نستبعد تلك الجماعات من فكرة تلك الظاهرة وقتل ذلك الشاب فهم ليسوا مقتنعين بالديمقراطية من البداية .
الإخوان المسلمون: الكثيرون يظنون أن الإخوان أكثر فصيل تضرر من ذلك وأن مايحدث علي عكس مايرغبون وخاصتاْ بعد وصولهم إلي كرسي الرئاسة .
لكن في الواقع هم أكثر فصيل رابح في ذلك نتيجة أن من كان يري الإسلام في صورة السلفيين وخاصتاْ البسطاء سيتخوف أكثر ويتجة نحو الفصيل الأكثر خبرة سياسية وأكثر إعتدالاْ في القول وهذة شريحة كبيرة في المجتمع المصري ولها ثقلها الإنتخابي وتلك هي دهاليز السياسة وبالرغم من محاولات كبار آئمة السلفيين في تجريم ماحدث فالمصرييون لم يصدقوا ذلك وسوف تزداد الفجوة بين الطرفيين والرابح الإخوان بلاشك .
الليبراليون : يعتقدون أنها الفرصة الذهبية لهم حتي يستطيعوا تعويض خساراتهم الفاضحة في مشوارهم خلال الثورة بسبب ظنهم أن الشعب سيتجة إلي المدنية والفكر الحر متناسيين أن البسطاء لايفهمون كل تلك المصطلحات فكل أملهم دينهم وآمنهم ولقمة العيش .
ولذلك من خلال تلك الظاهرة ستكون الفزاعة المستخدمة لتوجية البسطاء إلي مايسمي التيار الثالث وتكوين قاعدة عريضة لمواجهة الإخوان في الإنتخابات القادمة .
الفلول ورجال أمن الدولة : من يدعي أن هذا من تدبير فلول الحزب وظهور نظرية اللهو الخفي مرة آخري فليست عندي قناعة بذلك لأنهم لايمتلكون الإيمان بالفكرة حتي يتم القتل وليس هنالك الفكر المنظم لإحداث ذلك فالأولي لهم كانت إنتخابات مجلس الشعب والرئاسة لإحداث بلبلة .
إن حادثة السويس هي نقطة تحول في المشهد السياسي وإظهار وجهة آخر من الريدكالية والإيدلوجية المبنية علي فكر التشدد والخوف من التحول إلي نظام طاليبان ونكون صورة آخري مما جري في الجزائر في التسعينات أو ينقلب حال الدولة المصرية مثل المشهد السياسي في باكستان حكم جنرالات وتمرد حركات إسلامية متشددة والبسطاء بين رحاهم يتعذبون ولا ننسي أن للوطن شركاء ولا يجب أن يطل علينا شبح ماحدث في لبنان في مصر مرة أخري
خلاصة القول أنة طالما هنالك إنفلات أمني وعدم تواجد توافق علي الخطوط العريضة للسياسة ولعبة الديمقراطية بما تتماشي مع الشخصية المصرية فسوف تظهر تلك الظاهرة بصورة ابشع مما نتصور فالحل في عودة هيبة الدولة داخل شوارع مصر وداخل عقول كل المصريين حتي نتخطي تلك الظاهرة فوجود تيار ثالث من الوسطية ودعاة المدنية بالإضافة لوجود عقلاء في مؤسسات الدولة سوف يساعد علي تخطي تلك الأزمة.

No comments:

Post a Comment