Wednesday 15 October 2014

شرم الشيخ ......... الجزء الثاني

إستقلينا الأتوبيس وكنت أشعر من بداية الرحلة أن هناك شيء غير طبيعي في هذة الرحلة من صديقي الدوق فرفور .
جلست في منتصف الأتوبيس وكنت سعيداْ كأنني ذاهب لتحرير سيناء وليس لفسحة وإستجمام وعندما بدأ الأتوبيس في التحرك كنت أنظر إلي المسافرين ببلاهة وإبتسامة عريضة كأنني أود التعرف عليهم كلهم .
وبدأت أنا وصديقي الدوق فرفور نطلق العنان لأصواتنا البشعة بالغناء الوطني حتي شعرت بأن الأطفال الموجودون معنا سيحدث لهم تخلف عقلي من أصواتنا .
مرت أكثر من ساعة ونحن في الطريق وبدأ الملل يتسرب إلي وحيث أن التدخين ممنوع بسبب التكييف وكذلك لا أستطيع تحمل بوز صديقي الدوق أكثر من ساعة وذلك بناءاْ علي نصيحة الأطباء بعدم التعرض كثيراْ للوجوة العكرة التي تسبب إرتفاع في ضغط الدم .
صرخت منادياْ سائق الأتوبيس قائلاْ (هانت ولا لسة ياعم السواق؟)
فأجاب ببرود قائلاْ (لسة كتير)
فتعجبت من الرد فقررت الذهاب إلي عرين السائق حتي أفهم ماذا يقصد بذلك وهل يجوز لي التدخين داخل حمام الأتوبيس كما كنت افعل في شبابي أيام والدي والتي لا أنسي قط تلك العقدة النفسية بسبب تلك العلقة التي آخذتها من والدي ومازالت يدة الكريمة ترسم منظر طبيعي علي قفاي ولدرجة أن كل من يراها ويسألني أخبرة بأنها وحمة وعلامة من علامات الجمال قد خصني اللة بها .
جلست بجوار السائق وتعرفت بة وهوا عم محمود .
فسالتة سؤال بريء ( عم محمود أنا حامووت وأشرب سيجارة وشكلك كدة صاحب مزاج عالي وزميل علبة واحدة قولي أشرب سيجارة إزاي ؟)
أجاب عم محمود قائلاْ (إشرب جنبي هنا براحتك مافيش مشكلة خليك جنب السلم وطلع رجليك برة الأتوبيس أو راسك اللي تحبة أعملة )
أصبح لنا مكاناْ في مقدمة الأتوبيس مليئاْ بالدخان حتي ظننت أن عم محمود لا يري شيئاْ أمامة وأن الأتوبيس يسير بالبركة في وسط تلك الصحراء حتي أنعكس ذلك علي وجوة المسافريين من رعب وخوف لأنهم أساساْ لا يرون عم محمود .
عندما إقتربنا من نفق الشهيد أحمد حمدي ظننت أننا علي مشارف شرم وفرحت كثيراْ واخذت في الغناء الوطني مرة آخري .
فنظر إلي عم محمود متسائلاْ ( في إية ؟........إية اللي حصل؟)
أجبتة وأنا في قمة الفرح قائلاْ (موش وصلنا خلاص شرم ؟)
أجاب عم محمود ضاحكاْ (دة لسة بدري دة إحنا يادوبك لسة داخليين سينا...... يادوبك تخلص علبة السجاير دي نكون وصلنا شرم بألف سلامة)
فأجبتة ببلاهة ( يعني ساعة كمان ياعم محمود)
نظر إلي عم محمود مندهشاْ قائلاْ (كدة يبقي عاوز ست علب سجاير علي الأقل لغاية ماتوصل شرم)
فتطير الشرر من عيني باحثاْ عن صديقي الدوق فلم أجدة فصرخت في الركاب قائلاْ (فين الواطي اللي كان معايا؟..... يقولي ساعتين بس والمشوار كلة أكتر من ست ساعات حاموتة هوا فين؟)
وجدت صديقي أسفل المقعد ينظر إلي بخوف ورجاء قائلاْ ( نسيت تراب سينا وحلم عمك أبو إسماعيل "؟)
فهدأت نفسي قليلاْ وشعرت بهاتفاْ في أذني ينشد كل الأغاني الوطنية وشريط محمد فؤاد الجديد وتذكرت الحلم الكبير والهدف من الرحلة وعد إلي مكاني بجوار عم محمود وكلي خيبة أمل في صديقي .
مر قليل من الوقت فرجوت عم محمود قائلاْ ( وحياة أم العيال ياشيخ لما تشوف شجرة مانجة عاوزين نقف عندها عشان خاطر عم أبو إسماعيل موصينا علي كدة )
فنظر عم محمود إلي متعجباْ وقائلاْ (شجرة مانجة إية اللي في الصحرا دي ....... يادوبك مافيش غير شجرة يتيمة المعيز وكلينها وطول السكة مافيش غيرها بنوقف عندها شوية عشان اللي عاوز يشرب شاي ولا يعمل حاجة تانية )
فاجبتة بغضب ( نعم يعني مافيش شجرة مانجة وحاأقعد أكتر من ست ساعات في الصحرا دي بسبب الأهبل اللي معايا ؟ ........ وديني حاربطة في الأتوبيس عشان يلحس تراب سينا كلة موش حلم حياتة يبوس تراب سينا؟)
إمتلأ الأتوبيس بكل أنواع الهرج والمرج وكلمات تطيب الخاطر والرجاء والعفو عنة لأنة عبيط ويعامل معاملة الأطفال وعقاباْ لة سوف يتم حبسة في حمام الأتوبيس طوال الرحلة مع السماح للأطفال بعمل بيبي علية داخل حتي يكون الحمام إصلاح وتهذيب لة .
نهاية الجزء الثاني

No comments:

Post a Comment