Thursday 16 October 2014

غداْ أفضل ........ قصة قصيرة

كنت أجلس مع صديق لي علي مقهي وكان كلاْ منا شارد الذهن كلاْ منا يمسك نرجيلتة بيدة ويخرج أنفاسها في الهواء متلاعباْ بة يرسم منة أشكالاْ في خيالة .
كان صديقي شارد الذهن متعمقاْ في حديثاْ داخلي بين طيات نفسة فنظرت إلية متسألاْ ( لماذا كل هذا العبوس صديقي ؟ )
أجابني ( لاشيء ) ثم سكت قليلاْ ثم نظر إلي قائلاْ ( ألست لك خبرة بالسياسة وبما يحدث في مصر الآن ؟ )
فأجبتة قائلاْ ( نعم إلي حداْ ما صديقي ) فأجابني بسرعة بسؤال مباغت قائلاْ ( ماهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ )
فأجبتة بثقة قائلاْ (أنها هيئة حكومية في المملكة السعودية لها قوانينها وتشريعاتها والهدف منها الحد من الظواهر السلبية في المجتمع و المحافظة علي آداب البيع والشراء أثناء الصلاة وكل دورهم هو التنبية أو تحرير مخالفة فقط ) 
فنظر صديقي إلي متعجباْ وقائلاْ ( وماذا عن فرعها في مصر صديقي ؟ ) تعجبت من كلماتة وكأنني لأول مرة أسمع تلك العبارة فأجبتة قائلاْ ( ليس لها فرع في مصر لأن النظام في السعودية مختلف عما يحدث في مصر أما مايحدث في مصر فهذة ظاهرة من شباب وجماعات متشددة يستخدمون القوة لتطبيق أفكارهم علي المجتمع المصري والدليل علي ذلك الشاب الذي قتل علي أيدي بعض شبابهم المتشدد ) 
أغمض صديقي عينية وأخرج الكثير من الدخان كأنة ينفث عما بداخلة من ضيق وقلق ورعب ثم بدأ كأنة يحدث نفسة بصوتاْ عالي ويخبرني في نفس الوقت عما حدث داخل بيتة أمس قائلاْ ( كنت أقرأ الصحيفة أمس وكان العنوان الرئيسي مقتل شاب علي يدي جماعات متشددة تطلق علي نفسها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأفزعني ماحدث من عملية قتل بشعة لشاب في ريعان الشباب يقف مع فتاة سواء كانت خطيبتة أو لا فهذا لايعني قتلة وتخيلت أنة أبني فماذا أفعل ؟)
وفي تلك اللحظات كانت زوجتي تراقبني وقالت لي ( ماذا بك زوجي الحبيب ؟ )
فقلت لها وأنا مهموم ( كل شيء في الوطن يتغير من الآن فصاعد فسوف يلازمني القلق زوجتي سيكون النقاب هو الزي الرسمي لكي ودعي كل ملابسك القديمة وأعلمي جيداْ لن يظهر منكي سوي عينيكي فلا داعي لأدوات الزينة حتي من باب التوفير ولن تستطيعين الخروج معي إلا وقد أخذنا تدابيرنا من صورة من وثيقة الزواج ومصاحب لنا من بعيد إثنين من الموظفيين الحكوميين حتي يشهدوا ويحلفوا أننا زوجيين أمام اللّة وأمام الحكومة وصور عائلية كإثبات أن هنالك أطفال بيننا وهذا لا يسمح لكي بتاتاْ بأنكي تمسكين يدي بتاتاْ لأنة لم يثبت في كتب التراث أن هناك زوجة أمسكت بيد زوجها معاذ اللّة )
قالت زوجتي ( ولما كل هذا ماذا حدث؟ )
أجبتها سريعاْ (هيئة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر لا ترحم لقد قتلوا شاب لأنة يقف يتكلم مع خطيبتة في الطريق العام فما بالك عندما يجدوكي ممسكة بيدي أو تضعيين مساحيق تجميل أو الطامة كبري تلبسين شيء ضيق قليلاْ ماذا سيفعلون بنا من المؤكد أنهم في أهون الأحوال سيضعوني علي ظهر حمار ويطلقون الحمارفي كل البلد وأنتي ستعلقين من قدميكي لتكوني عبرة لغيرك )
أبتسمت زوجتي قائلة (وهل تظن أنني سوف أسمح بهذا يحدث ومافائدة هذا الحذاء؟ )
أبتسمت لها قائلاْ (أنهم يتعاملون بالمطاوي والسنج وكل وسائل التشريح وأنا لا أحب أن أشرح في وسط الطريق بالإضافة أنة سوف يكون مؤلماْ جداْ )
تعجبت زوجتي مني قائلة ( لماذا كل هذا الخوف وهل الحل أنك تظل في البيت خوفاْ منهم؟ ..... لاتخف زوجي فقد دبرت حالي أنا ونساء الحي ووضعنا خطة تأمين لكل النساء والصبايا ثم من بعهدهن الشباب ثم آخر شيء الرجال فأطمن وإجلس علي قهوتك مطمئن البال)
نظرت إليها مستغرقا في التفكير في حديثها( وكيف ذلك ؟)
أجابتني بأنها أتفقت مع كل نساء الحي مع شخصية مجهولة الهوية علي تجهيزهم بالسلاح والعداد وذلك بالتقسيط المريح وبدون فوائد وتم تسليحهم ببنادق آلية روسية الصنع ومدافع جرينوف مثبتة علي أسوار العمارات والمداخل بالإضافة إلي صواريخ أرض أرض وصواريخ أرض جو مع قواعد إطلاق بالإضافة إلي قنابل يدوية حتي يستخدمها الأطفال أثناء المعارك ........ ظننت أن أم العيال تخبرني بشيء كوميدي حتي تخرجني من حالة التوهان التي أنا بها فأخبرتها أنها تسخر مني ولكنها أظهرت لي مدفعها الرشاش المفضل لديها صغير الحجم إسرائيلي الصنع فلم أستطع النطق وتركتها وغادرت البيت وأنا جالس معك الآن .
أمسكت بنرجيلتي متمسكاْ بها خوفاْ من يأخذها أحداْ مني وأخذت أنفاساْ عميقة ثم نظرت لصديقي ثم عاود الكرة مرة آخري حتي إستجمعت قواي ونظرت إلية قائلاْ ( هل هذا صحيح ؟ كل هذا يحدث في حارتنا يا صديقي؟ وماذا عن زوجتي؟ )
أبتسم صديقي قائلاْ (زوجتك تعشق آر بي جي وأصبحت تشتري علب الكانز حتي تجعلها هدفاْ لها في التصويب فما بالك بسيارة أو حتي شخص بعينة )
إذاْ نحن ياصديقي بين رحي الجماعات المتشددة بما قد تفعلة بنا أمام المارة من أشياء لا أتمني أن أتخيلها أو بلطجة وليدة تنشيء داخل بيوتنا وأكيد سوف يكون لنا حظ منها صديقي العزيز )
إبتسم صديقي قائلاْ ( وما الحل إذاْ؟ )
أجبتة ببساطة قائلاْ ( أن نرحل من تلك الحارة إلي مكان آخر مازال بكر نبنية من جديد علي أسس سليمة حتي يترعرع أبنائنا فية بطريقة سليمة .
تمت

No comments:

Post a Comment