Sunday 12 October 2014

ماليزيا

ماليزيا كانت ثاني رحلاتي خارج مصر وهي دولة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من الكرة الأرضية وقد علمت أنها رحلة طويلة جدا
بدايتها ساعتين للبحريين ثم أستبدال الطائرة إلي ماليزيا حيث تستغرق الرحلة أكثر من ثماني ساعات ونصف وهذة مسافة طويلة جدا بالنسبة لي وسبب الصعوبة هوا الأمتناع عن التدخين كل هذة الفترة وبسبب منع التدخين كان لي ذكري مؤلمة في أول رحلة طيران لي وهي
في الرحلة السابقة سألت صديق خبير لي في السفر وركوب الطائرات عن ماذا أفعل في موضوع التدخين فأخبرني بالحل
عندما أقلعت الطائرة ذهبت إلي الحمام الخاص بالطائرة ظننا مني إمكانية شرب سيجارة داخل الحمام بدون علم أحد فقد أخبرني صديقي بوجود شباك صغير في الحمام سوف أفتحة لتهوية المكان
ولكن بعدما دخلت الحمام لم أجد الشباك بالرغم من تاكيدات صديقي هذا بوجود الشباك في الحمام بل أكد ان في الطائرات الكبيرة الحديثة يوجد بها بلكونات من أجل المسافات الطويلة أو ممارسة الهوايات فيها مثل تطير الطائرات الورقية أو شرب الشيشة بداخل تلك البلكونات الواسعة
بل أكد علي أن الشركات الكبري تتنافس علي تقديم خدمات إضافية لمقاعد رجال الأعمال بتقديم جلاليب لزوم الراحة داخل تلك البلكونات وكذلك إمدادك بالمعسل والفحم مجانا
ولكن لسوء حظي أن قائد الطائرة كان من بولاق والمضيفة أكدت لي أنة كان متربي في الأفراح يعني صايع وماصدق أنة ربنا كرمة وأشتغل علي هذة الطائرة بدل التوك توك في بولاق
شعر قائد الرحلة بأن هناك شخص ما اللي هوا أنا يجلس في الحمام مولع سيجارة من ورا أبوة وبسبب هذا وقف بجانب الطريق يمينا في السماء حتي يتجنب أصطدام أي طائرة بة من الخلف
جاء قائد الطائرة لي وحلف يمين طلاق علية لازم ينزلني من الطائرة في تلك المنطقة الخالية من أي مواصلات أخري لأنها منطقة خالية من السحاب أو أكشاك السجاير الموجودة علي الطريق
لكن الحمد اللّة بفضل دعاء أمي لي كان هناك علي الطائرة واحد بلدينا رايح يشتري بلاليص من الصين لما زهق من قائد الرحلة ضربة بعيارين نار ثم أكمل هوا الرحلة بدلا من قائد الطائرة
في طريق الذهاب إلي ماليزيا أقلعت الطائرة ومر علي أكثر من ساعة في الجو محلقين حتي أن الملل بدأيتسلل إلي وأشتقت إلي تدخين سيجارة وهذا دفعني إلي التجول داخل الطائرة كالديب الذي يبحث عن فريستة حتي جاء الفرج من عند اللّة
في أخر ديل الطائرة وجد مساعد قائد الرحلة واد من شبرا يحمل شيشتة المحمولة معة وهيا متطورة جدا وقد أخبرني بأن عالم كبير في صناعة الشيش في الموسكي صممها خصيصا لة
وانها ذاتية الأشعال فلم أستطع المقاومة وذهبت معة إلي خناية صغيرة بداخل الديل وأحضرت المضيفة الفحم المجهزة بأحدث الوسائل العلمية داخل المطبخ الخاص بالطائرة
بدأنا بتجهيز المكان وبدانا في شرب المعسل وظبط معاة لدرجة أني لا أستطيع أن أقدر الكمية التي شربناها أنا وهوا ولكن أتذكر ان الطائرة كلها أتسطلت من كتر المعسل حيث كانت تترنح يمينا ويسارا
فجاءة ظهر أمامنا قائد الرحلة وتيقنت أن مصيري هالك لا محالة من أين لي ان احضر بلدينا لكي يضربة عيارين مثل الآخر وتخيلت نفسي وانا أٌسلم إلي شرطة المطار وصوري علي أغلفة الجرائد الأرهابي الخطير وإحباط محاولة تفجير طائرة بشيشة مصرية الصنع
نظر القائد بغضب إلي مساعدة قائلا (إية يامعلم هوا أنت خلصت كل المعسل وسبتني من غير ولا نفس عشان أعرف أكمل أم الرحلة دي)
ثم نظر إلي قائلا (مين شيخ العرب اللي قاعد جنبك دة ؟)
أجاب المساعد قائلا (أبو يوسف ودة خبير دولي في المفاعلات المعسلية تخصص الحناوي وهوا المسئول علي المفاعل اللي حايتبني في قنا)
فنظرت إلية وأنا أراة أكثر من شخص قائلا (أنا حابنية علي طريقة الأنشطار البلاليصي)
نظر القائد إلي قائلا (إزاي يعني ؟)
أجبتة قائلا (الموضوع كبير تعالي جنبي خدلك نفس وأنت ياعم المساعد كمل الرحلة بدل الراجل الطيب دة)
الرحلة تأخرت كثيرا عن موعدها المحدد واكتشفنا ان السبب التأخير أن المساعد كان مظبط صديق قديم لة كان يعمل علي سرفيس طريق الكتكات وربنا كرمة بيشتغل علي طريق جوهانسبرج العتبة حيث أنة سوف يهدية قرش حشيش جنوبي إفريقي درجة أولي ثم بعد ذلك توكل علي اللّة وواصل رحلتة إلي ماليزيا
هبطنا بسلام اللّة إلي مطار ماليزيا الدولي وأستغرقت الرحلة من المطار إلي الفندق أكثر من ساعة حيث ألتقينا بالمرشد الخاص بالرحلة داخل الفندق في الأستقبال
أخذ يتحدث مرحبا بنا ومتحدثا عن برنامج الرحلة والأماكن التي يمكن زيارتها ولكنة كان دائم النظر إليّ فشعرت أن شيء مابي خطأ إما في شكلي أوأنة يشك أنني مع هذا الفوج
بدأ المرشد يطلق التحذيرات إلينا ناظرا إلي كأني الوحيد المتواجد في هذا الفوج
أخبرنا مرشد الرحلة قائلا (ياجماعة خدوا بالكم السحر هنا منتشر جدا وبيسحروا بالعين ممكن تلاقي واحدة بصتلك بصة كدة حتلاقي نفسك ماشي وراها زي الحمار اللي راجع بيتة من غير صاحبة أو القرد اللي ماشي ورا صاحبة وممكن تلاقوا نفسكم ماشيين بلابيص في الشارع)
أكمل المرشد كلامة قائلا (كمان فية ناس شواز كتير هنا عملوا عمليات تحويا جنس وربنا كرمهم فلاحصلوا رجالة ولا ستات فاحتلاقوا الناس ملخبطة شوية حاتلاقي الواحدة داخلة عليك شوية صوتها يبقي مدكر وشوية ستاتي)
وجد المرشد يتجه إلي طالبا الحديث معي علي إنفراد
قائلا (دكتور محمد أنا بجد خايف عليك ولو بأيدي لكنت رحلتك لمصر دلوقتي وفورا ....... بصراحة أنت اللي في الرحلة دي وبفكر أعين حراسة مشددة عليك)
نظرت إلية مندهشا (أزاي عرفت؟)
أجاب قائلا (تقصد كيف عرفت أن سلالتك ملكية؟ .......... أنظر إلي تكويناتك الجسمانية كلها أدلة علي ذلك)
تذكرت حينها أن أبي كان دائم التحدث أننا من عائلة ملكية من الصعيد وخاصتا جدي الأكبر والذي كان يملك بطاقة رقم قومي تثبت أنة من الفراعيين بتوع زمان وأنة هوا اللي وحد بين جهينة وأبو طشط بالزواج من المدينتين وطالما كنت أظن أن أبي كان بيهجس علي في تلك الحكاية
أقتربت من الرشد متوسلا لة قائلا (ياريت تتعامل معي كمواطن عادي لأني متواضع جدا)
نظر إلي المرشد مستعجبا من موقفي هذا قائلا (ماينفعش أسيبك كدة مع نفسك واضح أنك موش حاسس أية اللي بيحصل حوليك )
فتلفت حولي فلم أجد شيء حولي
فأجبتة قائلا (إية اللي حولية؟ ....... فية عملية إغتيال من أحفاد أبو طشط عشان خاطر الكلام بتاع أبوية؟ )
أجبني سريعا قائلا (الموضوع أكبر من كدة بكتيير ........... كل الستات والبنات في المطار كانوا ماشيين وراك لدرجة إن أكتر من نص الرحلات أتأجلت بسببك واللي عاملتة في الستات في المطار كمان الستات اللي كانوا راكبيين العربيات في الشوراع طلعوا يجروا ورا الأتوبيس بتاعك حتي الفندق فية حركة غريبة )
نظرت إلية مندهشا قائلا (جايز أبن عمنا توم كروز ولا أخويا في الرضاعة ليونارد كان ماشي ورايا وأنا ماشوفتهوش )
أجاب المرشد قائلا (لأ ...... كل الحريم دول بيبصوا عليك أنت ومشغلين عبد الحليم بتاعهم وعمر دياب الماليزي ............... يادكتور محمد أنت ماشوفتش نفسك في المراية ؟
أخذت أفكر قليلا ثم أجبتة قائلا (بصراحة من زمان ماشوفتش نفسي في المراية تقريبا من قبل العيد الكبير قولت أستحمي أصلي خوفت الناس تفكرني خروف هربان من أصحابة الناس تطمع فية وتدبحني في العيد )
فنظر الرجل متاملا ملامحي قائلا (أنت رمز للرجل الأسطوري اللي كل الستات بتحلم بية )
فبادرتة بالسؤال (إشمعني ؟)
أجاب متحمسا (طويل ...... عريض وجهك مثل الرجل الأفريقي الذي تاة في صحراء القطب الشمالي ......... إيدك خمرية زي الهنود .......... رجليك بيضة زي الأمريكان )
فأجبتة علي الفور قائلا ( أقصدك يعني مرقع زي بلاط المطبخ )
أجابني المرشد قائلا ( موش بس كدة كرشك رهيب الستات هنا ماشافوش الدوران الجميل دة أقبل كدة )
بصراحة قلقت كل القلق علي كرشي ونظرت حولي فلم أجد غير ستات مثل اللعب يمكنك أن تضعهم في جيب البنطلون
أطلقت ساقي للريح وكرشي يهتز أمامي كغزال متالق في الغابات إلي جناحي بالفندق وأرتديت الشورت الذي أشتريتة بالجملة مع زملائي في الشلة من العتبة وتركت الباب مفتوح لأنني توقعت أن أقصي أحلامهم معي هيا قبلة الحياة اللي فوقت أم فاروق قبل كدة وأنا رجل كريم ومصري أصيل مافيش مشكلة لما أبوس الشعب كلة
لم أجد أحد غير صديقي بالغرفة هو الذي أقتحم علي فترة تأملي في باب الغرفة حيث وجدني جالسا علي المقعد أمام باب الغرفة بالشورت العجيب والذي يرجع تاريخة إلي عم عبدة السفرجي الخاص للملك فؤاد الأول وبسبب ذلك أنفقت الغالي والنفيس حتي أرتدية
سألني صديقي قائلا (أنت قاعد كدة لية؟ )
أنتظرت قليلا حتي أجد إجابة فقلت لة ( أصلي قولت للبواب يجيبلي علبة سجاير كيلوباترا من الكشك اللي جنب الفندق )
التوقيت هنا في كولالمبور متقدم عن القاهرة بثماني ساعات وهذا سبب لنا أرق فكنا جالسين في الغرفة كالقرود نتقلب من السرير إلي الأرض إلي الحمام حتي يغلبنا النعاس ففشلنا في ذلك طوال الليل وهكذا لم ندري ماذا نفعل نخرج قليلا خارج الغرفة إلي الردهة لعلنا نتقابل مع أحد قد يكون معجب بي ولايعلم رقم الغرفة أو أي كائن نتسلي معة لم نجد أحد
دقت الساعة السادسة والنصف فهبطنا إلي المطعم للإفطار وكنا أول من تواجد داخل المطعم ولكن الصدمة كانت قوية فلم نجد أي صنف من الأصناف المعروفة لدينا كلها أشياء غريبة بأسماء أغرب وتسلل الشك إلينا ربما تكون ضفادع والبلد عندنا مليانة ضفادع موش ناقصة
خرجت انا وصديقي من الفندق في الصباح الباكر ونحن جوعي ولانستطيع تحمل ألم الجوع
نظرت إلي صديقي قائلا (أكيد حنلاقي جنب كشك السجاير عربية فول ولا عربية كبدة أسكندراني تعالي نضرب كام ساندوتش علي الطاير )
تعجب صديقي مني قائلا (هوا أنت مفكر نفسك في باكوس ياعم إحنا في كولالمبور يعني مشوار طويل من هنا علي الأقل محتاجين توك توك يوصلنا )
لم نجد سوي مطاعم متخصصة للوجبات الصينية والتي لا نعلم عنها أي شيء
بالرغم من حالة المجاعة التي نعيشها إتجهنا إلي منطقة تدعي المدينة الصينية وهذة أرخص منطقة في ماليزيا يمكن الشراء منها بل يمكنك أن تتفاوض مع البائع الصيني طوال اليوم بدون أي مشكلة
أثناء تجولي في تلك المنطقة وأنا أرتدي شورت عم عبدة شعرت بأني عملاق بين كل هؤلاء البشر فكان في إستطاعتي رؤية أخر السوق بالرغم من الزحام وهذا إحساس لم أشعر بة سوي في ماليزيا
أثناء عملية تجوالي علي المحلات نظر إلي رجلا يقترب من الأربعين بإبتسامة ماكرة قائلا ( كم جميلة تلك الركب الساحرة ) طبعا باللغة الإنجليزية
فتطلعت إلية ثم إلي ركبتي فلم أري فيهما سوي ركبتي جمل فتيقنت أن هذا الرجل قد ملأ الطمع قلبة وشكلة كدة من العالم اللي بين البنين وشايفني صيدة سهلة مايعرفش أن أهلي صعايدة ولو شموا خبر ممكن يقفلوا ماليزيا كلها
فتلفت حولي فلم أجد صديقي فصرخت بأعلي صوتي قائلا ( يا ميزو إلحقني العالم دي طمعانة في الشورت بتاع عم عبدة)
فتلفت صديقي قائلا (يابني ما أنا جنبك بفاصل في شنطة تعالي فاصل معايا )
وجد صديقي يتفاوض مع سيدة صينية والنقاش محتدم بينهم وصديقي مصمم ودماغة ألف جذمة أنة لا يرفع مقدار السعر الذي قررة لدرجة أنة حلف يمين طلاق علي السيدة الصينية فتدخلت خوفا أن يتهور صديقي ويضرب السدة الصينية من أجل اليمين
فنظرت إلي السيدة قائلا بلغة لطيفة ناعمة ( ياحاجة الشنطة دي آخرها السعر دة وأنا شايفها قبل كدة عند الحاج سامبو في العتبة ولو موش مصدقة أسألي الحاج سامبو)
السيدة نظرت إلي عيني نظرة مخملية ناعمة هادئة كأنها وجدت فتي أحلامها التي تنتظرها وكأني تحدثت لها شعرا صينيا أو غزل هندوسي في جمالها
أبتسمت إلي قائلة ( هل أنت متزوج)
أجبتها (نعم سيدتي متزوج ولي طفل )
قالت (كيف هذا؟ أنت مازلت صغير كم عمرك؟)
قولت (أبلغ من العمر أربعة وثلاثون عاما )
شعرت أنها قد وقعت في غرامي وأن شورت عم عبدة فعل فعلتة الشنيعة وتخيلت أنها سوف تهديني شنطة كعربون حب لي
فسألتها وأنا أتقمس شخصية حسين صدقي في شط الغرام (وماذا عنكي أيتها السيدة صديقة الدوق أرثر حاكم مقاطعة باكوس؟)
عذرا فقد ظننت أنني أكتب مشهد من مشاهد عمنا شكسبير العاطفية
أجابتني (أجل متزوجة وعندي طفل أتود أن تراة ؟)
أجبتها (بكل سرور سيدتي المتأنقة)
ظننت أنها سوف تجلب لي طفل صغير سوف أداعبة بأصابع يدي بين خصلات شعرة ولكني فوجئت بشاب ضخم الجثة عريض المنكبين أعتقد أنة يتغذي علي بشر
همست لصديقي قائلا (أخلع يامعلم الواد دة شكلة هوا وأمة ناويين يعملوا ملوخية علينا )
عدنا إلي الفندق فوجدنا الكثير من زملائنا في الفوج مكفهريين الوجة فتسألنا عن السبب في ذلك فعلمنا أنة تم سرقة البعض ولذلك قررنا عدم الخروج بكل المال خوفا من تكرار ذلك معنا
قضينا طول اليوم واليوم التالي لم نستطع أن نأكل أي شيء خوفا من نوعية الطعام وأصبحت علي وشك ألتهام أوراق الأشجار مثل النسانيس الموجودة حول المعابد الهندوسية 
أثناء بحثي عن مطعم وجد مطعم ذو ماركة عالمية متخصص في الدجاج فهللت في طريق قائلا لصديقي (حاناكل يا معلم )
أجابني بغضب (أنت أهطل البلد دي مليانة الفيروس بتاع الفراخ يعني حتاكل الفرخة من حايطلعلك الريش بتاع الديل الأول وبعدين الجناحين وعلي أخر النهار يطلعلك العرف بتاع الديك)
فأجبتة مازحا (يعني علي بٌكرة حاتحبسوني في أقرب عشة فراخ ....... وأهون عليك ؟ ............ موش قادر أنا جعان أنا داخل داخل ........... ديك ديك )
تمت

No comments:

Post a Comment